150 كويتياً يعتنقون المسيحية
أصبح عدد المسيحيين الكويتيين نحو 150 مواطنا فقط بعد أن كان عددهم زهاء 200 في 2007 وفق احصائيات غير رسمية سابقة.
وفيما يزيد عدد المسيحيين الوافدين الى الكويت كل سنة ليبلغ نحو نصف مليون من أقطار مختلفة بسبب العمل خصوصا، يبقى عدد الكنائس المشيدة في الكويت 8 كنائس تستقطب أكثر من 20 ألف مسيحي مصل كل أسبوع، أي 80 ألفا في الشهر.
القس الكويتي عمانويل غريب راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية، أكد في تصريح لـ «الراي» أن عدد الكنائس «قليل لا يستوعب أفواج المسيحيين المصلين الذين يضطرون الى البقاء خارج محيط الكنيسة للصلاة»، مشيرا الى ان ثمة «حاجة لتشييد كنائس جديدة»، ولافتا الى «تجاوب حكومي مع هذا الطلب».
وبينما لفت غريب الى أن «عدد المسيحيين الكويتيين يبلغ الآن نحو 150 مواطنا»، أرجع مدير مركز التواصل الحضاري التابع للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية عبدالعزيز الدعيج «تقلص عدد الكويتيين المسيحيين الى الالتجاء الى الهجرة خارج الكويت مثلا لأسباب ترتبط ربما باختيارهم العلمانية، فلجأوا بذلك الى الانسحاب»، رافضا الخوض في التفاصيل أكثر».
وبين غريب أن «محدودية عدد الكويتيين المسيحيين تعود الى تغير قانون الجنسية عام 1981 الذي يشترط أن يكون الكويتي عربي مسلم»، مضيفا «أصول الكويتيين المسيحيين ترجع أغلبها الى تركيا والعراق وفلسطين».
وذكر غريب ان «درجة التسامح بين المسلمين والمسيحيين في الكويت عالية جدا، ليس لنا مشاكل من هذا القبيل في الكويت التي تحترم بمقتضى الدستور حرية ممارسة الشعائر الدينية»، مؤكدا أن «المسيحيين الكويتيين يعاملون عبر التاريخ معاملة مساوية للمسلمين، كما أنهم تقلدوا مناصب عليا وصلت لدرجة سفير في الخارج، وحقوقهم ككويتيين مكفولة بحكم الدستور».
وأضاف: «الكنائس في الكويت بمختلف مذاهبها ومرجعياتها تسعى الى تثبيت المسيحيين على دينهم، وتحرص على فتح دور العبادة أمام المسيحيين بكل حرية».
وبين غريب ان «الكنائس في الكويت منفتحة على العالم الخارجي، وهناك زيارات لرجال دين مسيحيين بمرجعيات مختلفة يأتون كل لتثبيت الجاليات المسيحية على دينهم وذلك في اطار تعزيز اللقاءات بين الجاليات المسيحية المختلفة»، مؤكدا في الوقت نفسه انه «لا توجد مهمات تبشيرية لرجال دين مسيحيين في الكويت لأن ذلك ممنوع قانونا».
في المقابل، قال الدعيج: «نعم هناك حملات تبشيرية لكنها غير معلنة»، وذكر أنه بلغته شكاوى من بعض الأهالي الكويتيين. «قسيس غربي يتجول بغطرة وعقال يدق أبواب كويتيين، مدرس يأتي لتقديم دروس خصوصية مجانية، ويتحول مضمون الدرس الى مديح في المسيحية والتبشير بشفاعة المسيح، اكتشف أمره بعض الأباء، فاشتكوا ذلك الي»، يروي الدعيج. لكن ذلك حسب ترجيح مدير مركز التواصل الحضاري «قد يكون عملا فرديا وليس منظما أي بمبادرة شخصية»، الى ذلك فان الكنيسة حسب تأكيد القس غريب «تلتزم بالقانون واللوائح التي تجعل من الكنيسة فقط دار عبادة للمصلين».
وكشف الدعيج أن «الكنيسة خسرت منذ انشائها 50 في المئة من المسيحيين الكلاسيكيين» وأكد أن «المسيحيين منظمين جدا في الكويت».
في المقابل بين أن «هناك تسامحا بين المسيحيين والمسلمين لأن الكويت تسع كل الأطياف»، مشيرا الى «دخول مسيحيين كثر في الدين الاسلامي طواعية وليس تحت ضغوط معينة واغراء بالمال»، لافتا الى «دخول أميركيين الاسلام وخصوصا الذين من أصل افريقي».
وذكر الدعيج أن «المهتدين لدين الاسلام من المسيحيين يعجبون بأبعاد الدين الاسلامي وسماحته»، مضيفا أن «لجان التعريف بالاسلام تقوم هي أيضا بالدعوة للاسلام عبر التحسيس بأهمية هذا الدين». ولا تقوم حملات التعريف بالاسلام حسب الدعيج بـ «التشكيك في أديان أخرى ولكن بتعريف قيم دين الاسلام الذي يجد الكثير من المهتدين ضالتهم فيه».
بدوره قال القس غريب، ان «الكنيسة الانجيلية على سبيل المثال حريصة على التعاون مع المسلمين في القيام بأعمال الرحمة والاغاثة ومساعدة الناس وهذه أعمال يمكن أن تشارك فيها بعيدا عن الاختلاف بين الأديان».
على صعيد آخر، قال غريب «لا يأتي للكنائس كل المسيحيين في الكويت، ومن يأتي يجد الرعاية والاهتمام»، مشيرا الى أن «الجاليات الهندية والفيليبينية والمصرية هم الذين يمثلون النسبة الأكبر في عدد المسيحيين في الكويت».
وأكد غريب أن «وجود الدين المسيحي في الكويت يعود لبداية القرن الماضي عند اكتشاف آثار لكنيسة تعود الى القرن السادس للميلاد في جزيرة فيلكا يرجح أن جنود الاسكندر الأكبر شيدوها في تلك الفترة التي أقاموا فيها». وأضاف «بدأت المسيحية في الكويت مع قدوم المرسلين الأميركيين الأوائل في بداية القرن الماضي حين سمح لهم آنذاك حاكم الكويت الشيخ مبارك الكبير بتشييد مستوصفات وكان لك في 1909، وتم بناء أول مستوصف في 1911، كما تم بناء مستشفيات للرجال والنساء، وبدأت انذاك تقام منازل للمرسلين والأطباء».
وقال: «سنة 1931 بنيت الكنيسة الانجيلية التي مازالت الى اليوم على حالها، ومنذ اكتشاف النفط، قدم الكثير من الناس للكويت للعمل ومن بينهم المسيحيين. وفي آواخر الأربعينات، شيدت شركة نفط الكويت كنيستين بالأحمدي وكانت موجهة لموظفيها آنذاك الذين كانوا من الأجانب المسيحيين».
واكد غريب: «تمارس الطائفة المسيحية شعائرها الدينية بحرية تامة والى جانب انهم يحملون أكثر من 70 جنسية لا يجدون أي صعوبة في أداء شعائرهم، اضافة الى الكتب المقدسة المترجمة بأكثر من 35 لغة لجميع الجاليات ولكن المشكلة تكمن في ضيق دور العبادة ومحدوديتها».
... نريد مكانا لنصلي
أثار تصريح النائب اسامة المناور أخيرا حول عدم السماح ببناء اي دور عبادة سوى المساجد ردود فعل من عدد من الكنائس في المنطقة وممثليها.
راعي الكنيسة الكاثوليكية في الكويت والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية كاميللو باللين، لفت الى، انه «ليس من تقاليد دولة الكويت المحبوبة ان تدمر الكنائس، فالكويت دولة معروفة في العالم بانها منفتحة للجميع، ويعيش فيها اكثر من 100 جنسية»، مشيراً الى ان «الكويت توفر الامن لكل المسيحيين في جميع الاوقات، وفي كل الاعياد والمناسبات التي يترددون خلالها على الكنائس».
وقال «ايها المسلمون الأحباء، لا نطالب بقوانين خاصة بنا، وانما فقط ان نصلي (...) ولذا فانه بالاضافة الى المكان الحالي، نحتاج الى مكان آخر مناسب نظراً للعدد الكبير جداً من اعضاء الكنيسة الكاثوليكية المتواجدين في دولة الكويت ولجميع الكنائس الكاثوليكية».
ومن جهتها استغربت «الرابطة السريانية» تصريح المناور، ووضعته في «خانة الجهل والحقد الذي يتنافى مع كل ما نعرفه من تقاليد في الكويت الوطن المنفتح الذي تعيش فيه اكثر من مئة جنسية، وأكثر من 350 ألف مسيحي». وقالت «هل هذه هي صورة الاسلام الذي يتمناه أبناؤه؟».
وكان راعي الطائفة المارونية في الكويت الأب يوسف فخري قال ان «المسيحيين في الكويت يعيشون في جو من الحرية، خصوصا العرب منهم»، لكنه لم ينكر «وجود بعض المشكلات التي يواجهها المسيحيون وعلى رأسها قلة أماكن العبادة». بينما أكد سابقا راعي كنيسة مار مرقص للأقباط الأرثوذكس القس بيجول الأنبا بيشوي، ان «الحكومة الكويتية على مر التاريخ تتّسم بالتسامح الكبير تجاه المسيحيين».
أصبح عدد المسيحيين الكويتيين نحو 150 مواطنا فقط بعد أن كان عددهم زهاء 200 في 2007 وفق احصائيات غير رسمية سابقة.
وفيما يزيد عدد المسيحيين الوافدين الى الكويت كل سنة ليبلغ نحو نصف مليون من أقطار مختلفة بسبب العمل خصوصا، يبقى عدد الكنائس المشيدة في الكويت 8 كنائس تستقطب أكثر من 20 ألف مسيحي مصل كل أسبوع، أي 80 ألفا في الشهر.
القس الكويتي عمانويل غريب راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية، أكد في تصريح لـ «الراي» أن عدد الكنائس «قليل لا يستوعب أفواج المسيحيين المصلين الذين يضطرون الى البقاء خارج محيط الكنيسة للصلاة»، مشيرا الى ان ثمة «حاجة لتشييد كنائس جديدة»، ولافتا الى «تجاوب حكومي مع هذا الطلب».
وبينما لفت غريب الى أن «عدد المسيحيين الكويتيين يبلغ الآن نحو 150 مواطنا»، أرجع مدير مركز التواصل الحضاري التابع للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية عبدالعزيز الدعيج «تقلص عدد الكويتيين المسيحيين الى الالتجاء الى الهجرة خارج الكويت مثلا لأسباب ترتبط ربما باختيارهم العلمانية، فلجأوا بذلك الى الانسحاب»، رافضا الخوض في التفاصيل أكثر».
وبين غريب أن «محدودية عدد الكويتيين المسيحيين تعود الى تغير قانون الجنسية عام 1981 الذي يشترط أن يكون الكويتي عربي مسلم»، مضيفا «أصول الكويتيين المسيحيين ترجع أغلبها الى تركيا والعراق وفلسطين».
وذكر غريب ان «درجة التسامح بين المسلمين والمسيحيين في الكويت عالية جدا، ليس لنا مشاكل من هذا القبيل في الكويت التي تحترم بمقتضى الدستور حرية ممارسة الشعائر الدينية»، مؤكدا أن «المسيحيين الكويتيين يعاملون عبر التاريخ معاملة مساوية للمسلمين، كما أنهم تقلدوا مناصب عليا وصلت لدرجة سفير في الخارج، وحقوقهم ككويتيين مكفولة بحكم الدستور».
وأضاف: «الكنائس في الكويت بمختلف مذاهبها ومرجعياتها تسعى الى تثبيت المسيحيين على دينهم، وتحرص على فتح دور العبادة أمام المسيحيين بكل حرية».
وبين غريب ان «الكنائس في الكويت منفتحة على العالم الخارجي، وهناك زيارات لرجال دين مسيحيين بمرجعيات مختلفة يأتون كل لتثبيت الجاليات المسيحية على دينهم وذلك في اطار تعزيز اللقاءات بين الجاليات المسيحية المختلفة»، مؤكدا في الوقت نفسه انه «لا توجد مهمات تبشيرية لرجال دين مسيحيين في الكويت لأن ذلك ممنوع قانونا».
في المقابل، قال الدعيج: «نعم هناك حملات تبشيرية لكنها غير معلنة»، وذكر أنه بلغته شكاوى من بعض الأهالي الكويتيين. «قسيس غربي يتجول بغطرة وعقال يدق أبواب كويتيين، مدرس يأتي لتقديم دروس خصوصية مجانية، ويتحول مضمون الدرس الى مديح في المسيحية والتبشير بشفاعة المسيح، اكتشف أمره بعض الأباء، فاشتكوا ذلك الي»، يروي الدعيج. لكن ذلك حسب ترجيح مدير مركز التواصل الحضاري «قد يكون عملا فرديا وليس منظما أي بمبادرة شخصية»، الى ذلك فان الكنيسة حسب تأكيد القس غريب «تلتزم بالقانون واللوائح التي تجعل من الكنيسة فقط دار عبادة للمصلين».
وكشف الدعيج أن «الكنيسة خسرت منذ انشائها 50 في المئة من المسيحيين الكلاسيكيين» وأكد أن «المسيحيين منظمين جدا في الكويت».
في المقابل بين أن «هناك تسامحا بين المسيحيين والمسلمين لأن الكويت تسع كل الأطياف»، مشيرا الى «دخول مسيحيين كثر في الدين الاسلامي طواعية وليس تحت ضغوط معينة واغراء بالمال»، لافتا الى «دخول أميركيين الاسلام وخصوصا الذين من أصل افريقي».
وذكر الدعيج أن «المهتدين لدين الاسلام من المسيحيين يعجبون بأبعاد الدين الاسلامي وسماحته»، مضيفا أن «لجان التعريف بالاسلام تقوم هي أيضا بالدعوة للاسلام عبر التحسيس بأهمية هذا الدين». ولا تقوم حملات التعريف بالاسلام حسب الدعيج بـ «التشكيك في أديان أخرى ولكن بتعريف قيم دين الاسلام الذي يجد الكثير من المهتدين ضالتهم فيه».
بدوره قال القس غريب، ان «الكنيسة الانجيلية على سبيل المثال حريصة على التعاون مع المسلمين في القيام بأعمال الرحمة والاغاثة ومساعدة الناس وهذه أعمال يمكن أن تشارك فيها بعيدا عن الاختلاف بين الأديان».
على صعيد آخر، قال غريب «لا يأتي للكنائس كل المسيحيين في الكويت، ومن يأتي يجد الرعاية والاهتمام»، مشيرا الى أن «الجاليات الهندية والفيليبينية والمصرية هم الذين يمثلون النسبة الأكبر في عدد المسيحيين في الكويت».
وأكد غريب أن «وجود الدين المسيحي في الكويت يعود لبداية القرن الماضي عند اكتشاف آثار لكنيسة تعود الى القرن السادس للميلاد في جزيرة فيلكا يرجح أن جنود الاسكندر الأكبر شيدوها في تلك الفترة التي أقاموا فيها». وأضاف «بدأت المسيحية في الكويت مع قدوم المرسلين الأميركيين الأوائل في بداية القرن الماضي حين سمح لهم آنذاك حاكم الكويت الشيخ مبارك الكبير بتشييد مستوصفات وكان لك في 1909، وتم بناء أول مستوصف في 1911، كما تم بناء مستشفيات للرجال والنساء، وبدأت انذاك تقام منازل للمرسلين والأطباء».
وقال: «سنة 1931 بنيت الكنيسة الانجيلية التي مازالت الى اليوم على حالها، ومنذ اكتشاف النفط، قدم الكثير من الناس للكويت للعمل ومن بينهم المسيحيين. وفي آواخر الأربعينات، شيدت شركة نفط الكويت كنيستين بالأحمدي وكانت موجهة لموظفيها آنذاك الذين كانوا من الأجانب المسيحيين».
واكد غريب: «تمارس الطائفة المسيحية شعائرها الدينية بحرية تامة والى جانب انهم يحملون أكثر من 70 جنسية لا يجدون أي صعوبة في أداء شعائرهم، اضافة الى الكتب المقدسة المترجمة بأكثر من 35 لغة لجميع الجاليات ولكن المشكلة تكمن في ضيق دور العبادة ومحدوديتها».
... نريد مكانا لنصلي
أثار تصريح النائب اسامة المناور أخيرا حول عدم السماح ببناء اي دور عبادة سوى المساجد ردود فعل من عدد من الكنائس في المنطقة وممثليها.
راعي الكنيسة الكاثوليكية في الكويت والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية كاميللو باللين، لفت الى، انه «ليس من تقاليد دولة الكويت المحبوبة ان تدمر الكنائس، فالكويت دولة معروفة في العالم بانها منفتحة للجميع، ويعيش فيها اكثر من 100 جنسية»، مشيراً الى ان «الكويت توفر الامن لكل المسيحيين في جميع الاوقات، وفي كل الاعياد والمناسبات التي يترددون خلالها على الكنائس».
وقال «ايها المسلمون الأحباء، لا نطالب بقوانين خاصة بنا، وانما فقط ان نصلي (...) ولذا فانه بالاضافة الى المكان الحالي، نحتاج الى مكان آخر مناسب نظراً للعدد الكبير جداً من اعضاء الكنيسة الكاثوليكية المتواجدين في دولة الكويت ولجميع الكنائس الكاثوليكية».
ومن جهتها استغربت «الرابطة السريانية» تصريح المناور، ووضعته في «خانة الجهل والحقد الذي يتنافى مع كل ما نعرفه من تقاليد في الكويت الوطن المنفتح الذي تعيش فيه اكثر من مئة جنسية، وأكثر من 350 ألف مسيحي». وقالت «هل هذه هي صورة الاسلام الذي يتمناه أبناؤه؟».
وكان راعي الطائفة المارونية في الكويت الأب يوسف فخري قال ان «المسيحيين في الكويت يعيشون في جو من الحرية، خصوصا العرب منهم»، لكنه لم ينكر «وجود بعض المشكلات التي يواجهها المسيحيون وعلى رأسها قلة أماكن العبادة». بينما أكد سابقا راعي كنيسة مار مرقص للأقباط الأرثوذكس القس بيجول الأنبا بيشوي، ان «الحكومة الكويتية على مر التاريخ تتّسم بالتسامح الكبير تجاه المسيحيين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك