الرآي : ما حدث بين وزيرة العمل المصرية ..والنائبة البرلمانية الكويتية صفاء الهاشم !!
مقال اليوم عبر جريدة الرآي
كيف نعبر عن آرائنا ؟
كيف نعبّر عن آرائنا؟
الكاتب:محمد ناصر العطوان
في بلد مثل أي بلد في العالم تقع مشاجرات بين المواطنين والوافدين، وبين المواطنين أنفسهم، أو حتى بين الوافدين أنفسهم... يحدث هذا عند الهنود واليهود والهكسوس والزنج والإفرنج والهلاك والنساك والتتار والفجار.
يحدث كل هذا وأكثر... ولكن!
لماذا تتحول مشاجرة في ممشى إلى قضية رأي عام؟
مشاجرة في حولي على ألعاب «بلاي ستيشن»، تتحول إلى قضية رأي عام.
مشاجرة في محل دراجات نارية تتحول إلى قضية رأي عام.
وفي كل مرة... وزيرة العمل من هناك والنائبة البرلمانية من هنا تتصدران المشهد.
يضغط على وزيرة العمل بعض أبناء جاليتها الذين يشعرون أنهم مستهدفون، وتضغط وتشجع النائبة البرلمانية بعض أبناء وطننا الذين يشعرون أنهم مغبونون.
وفي حديث «السلالم» المتبادل بين الطرفين... على الرأي العام القابع في مسكنه أن يسمع ويحدد موقفه، وما بين من يشعر بأنه مغبون ومن يشعر بأنه مستهدف في كل مرة، ستصبح أي مشاجرة قضية رأي عام.
في كل مرة تصرّح وزيرة العمل ترد عليها وزارة الداخلية بأن القانون سيأخذ مجراه، ثم يأخذ القانون مجراه وينتهي المشهد...
وفي كل مرة تصرّح النائبة ليتناوله الإعلام المقابل بالقِيل والقال والافتراء... وينتهي المشهد.
ولكن في الواقع المشهد لا ينتهي، ففي كل مرة يزداد عدد مَن يشعرون أنهم مستهدفون بسبب التصريحات، وفي كل مرة يزاد عدد من يشعرون أنهم مغبونون بسبب ردود الأفعال في الإعلام ومواقع التواصل.
على هذا المسلسل الملل واللاعقلاني أن يتوقف فوراً، ليس لأن النائبة ليست على حق في كل ما تطرح، وليس لأن وزيرة العمل تصرح وتسجل مقاطع صوتية وكأنها نائبة برلمانية، ولكن لأن نقل نقاش مثل هذا للشارع سرعان ما ينتج أفكاراً سلبية ما، تستحوذ على عقول الجماهير التي تحولها إلى قوة مادية.
وعندما نعبر عن آرائنا فعلينا أن نراعي سياقاتنا، فبالتأكيد مفاهيم التعبير عن الرأي تختلف بين البرلماني أو الوزير عنها بين رجل في ديوانية أو ثائر في ميدان.
يجب أن تناقش قضية التركيبة السكانية بطرق برلمانية محترفة، بعيدة عن طرق مناقشة النواب لتمرير القوانين في البرلمانات، أو تأجيج الشوارع في الثورات.
ومتابعة قضايا الجاليات في الخارج، هي أولوية وزيرة العمل، وليس تذكير الآخرين بالكرامة والخطوط الحمراء، فالمطلوب متابعة الإجراءات وليس إطلاق الشعارات.
إن اللعب بالنرد في العلاقات الاجتماعية ستكون تكاليفه عالية على الجميع، إنني لا أتحدث عن قيم مثل التعايش مع الآخر وتحجيم مشاكلنا معه على المستوى الإداري أو السلوكي فقط، ولكنني أتحدث أيضاً عن أناس نعيش معهم في العمل والشارع والمسجد والمدرسة... وكرة الكره ينفخها الشيطان.
لنكن أكثر حرصاً تجاه ما يقال وكيف يقال ولمن يقال ومتى وأين يُقال؟
ومن حق الوزيرة أن تتابع وتصرح بما تسمح له البروتوكولات الديبلوماسية بين الدول بكلمات لا تعبر عن مشاعرها بقدر ما تعبر عن إجرائها، ومن حق النائبة أن ترد من موضعها كنائبة تستند على مقاربات تأخذ في عين اعتبارها الوضع الشمولي للقضايا وتجلياته، تتحدث باسم كل الكويتيين الذين من ضمن حقوقهم أن يكونوا كويتيين عبر التعبير عما يجعلهم مختلفين مع مَن يمثلهم.
مع احترامي الكامل لوزيرة العمل، ومع احترامي الكامل للنائبة الفاضلة.
* اقتباس ليس ذا علاقة:
إذا اختلفت مع زوجتك لا تطرد الذبابة التي على جبهتها بمِطرقة.
الرآي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك