مواطن كويتي "خمسيني" يدهس شاب مصري "16" عاما بشارع الخليج
حضر رجال الإسعاف ونقلوا المصاب الغائب عن الوعي كلياً إلى المستشفى الأميري، وسُجل على أنه مجهول الهوية.
الواقعة التي حصلت في السادسة والنصف من مساء الحادي والثلاثين من يناير مطلع العام الحالي، وضعت من بات معلوم الهوية، وعمره 16 عاماً في وضع لا يحسد عليه صحياً، كما أدخل القلق في قلوب ذويه، لما حصل لفلذة كبدهم.
وقال «وما زاد من قلقنا أن الإجابات التي تلقيناها من رفاق ابني بعد الاتصالات عليهم أنهم لم يلتقوا به على الرغم من الموعد الذي حدده معهم لملاقاتهم».
ومضى «وبعد اختفاء أثره تلك العشية «المشؤومة» غيّرت مسار أسرة مصرية بكاملها، وذلك خلال قيام ابن السادسة عشرة بمحاولة اجتياز شارع الخليج، وتحديداً قرب قصر الشعب إلى الناحية الثانية (ماكدونالدز) لملاقاة رفاقه، ولم يكتب له النجاة، أو الحياة الطبيعية التي كان يحياها، إثر تعرضه لحادث دهس بفعل سيارة رباعية الدفع طرحته يسبح في دمائه أرضاً، ومن المفارقة أن الداهس لم يعبأ بحياة إنسان مثله، وتركه مرمياً... وفرّ من المكان.
وبعد تقدم ساعات الليل- وفق ما ذكره- والد (ع) أنه كان من المقرر أن يقضي ابنه قرابة الساعة مع رفاقه ويعود أدراجه إلى المنزل إلا أن ذلك لم يحصل، وبعد الاتصال على نقاله، لا إجابة (!)، «واعترانا القلق».
تحركنا نحو المخافر والمستشفيات، حتى فوجئنا بابننا وهو في حال صحية يرثى لها داخل المستشفى الأميري، ووقع علينا المشهد الذي كان عليه وقع الانهيار، وكأنه في عداد الأموات... لا حراك وفي غيبوبة تامة».
وزاد الأب «كل ما عرفناه أن ابني دُهس على شارع الخليج، وخلال تساؤلي عن الداهس، لم ألق جواباً شافياً، وكل ما علمته أنه فر من المكان، وتساءلت حينها هل فقدت الإنسانية معناها حتى يهرب من ارتكب هذا الفعل من دون أن يتحلى بالشجاعة والمروءة حتى يتوقف ويمد يد العون، أو يطلب سيارة إسعاف لإنقاذه؟».
وأردف الأب «وفي وقت كنا فيه نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يرأف بابننا وينقذه ويعيده إلى الحياة، لم نكن على دراية أو معرفة بهوية الداهس، حتى بلغنا لاحقاً من الجهات الأمنية أن من دهس تقدم إلى المخفر، وسلم نفسه وتبين أنه مواطن في العقد الخامس من عمره، وخرج بكفالة».
وأضاف «بقي ابني في غيبوبة تامة دامت أسبوعا، وظل في المستشفى طوال ثلاثة أشهر، أفاق بعدها غير مدرك تماما لما يدور من حوله، وذلك نتيجة الإصابة التي لحقت برأسه».
وأكمل «وبأسى ما بعده من أسى لما حل بابننا، أضيف أسى آخر أننا لم نتلق أي اتصال من الداهس، أو زيارة قام بها للاطمئنان عليه خلال وجوده في المستشفى، أو بعد خروجه، وما انفك لساني عن التساؤل: هل فرغت الإنسانية من محتواها؟».
وزاد «وعلى الرغم من أنني كنت لا أرغب في تسجيل قضية، لكن التصرف اللا إنساني المتمثل في الدهس والهروب من الواقعة، ومن ثم عدم الاتصال للاطمئنان على من وقع تحت إطارات سيارته، دفعني إلى القيام بذلك».
وحرص على التأكيد قائلاً «نحن في بلد يحكمه القانون، ولكل امرئ تحت القانون حق»، وتساءل في آن معاً «هل من حق الداهس أن يفر من فعلته حتى لو كان المدهوس كلباً؟».
وختم قائلاً «ألمنا ومعاناتنا، ووضع ابني الصحي لا أتمناه لأي مخلوق، وحتى لمن دهس ابني، ولكن في الوقت ذاته هل نهيل التراب على الإنسانية، أم أن هناك من يبشر بأنها لا تزال على قيد الحياة».
المصدر: ا.ي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك