الكويت / الحربي : احذروا القمل كابوس المدارس والهواتف الذكية والتابلت لها دور كبير في انتشاره
حذرت استاذ قسم العلوم في كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.جنان الحربي من انتشار القمل بين طلاب المدارس مع قرب بداية العام الدراسي الجديد.
وقدمت الحربي السبل الكفيلة بالقضاء على القمل، معددة في الوقت نفسه أنواعه واسباب انتشاره خاصة بين الطلبة، وفيما يلي التفاصيل:
يتسبب القمل في أزمات كثيرة لطلاب المدارس، وهو مشكلة ما زالت منتشرة في الكثير من دول العالم الفقيرة والمتقدمة خاصة في الحضانات والمؤسسات التعليمية.
وتعتبر فئة الأطفال على وجه الخصوص، الضحايا الأكثر شيوعا للقمل، حيث تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن معدل الإصابة بالقمل في الدول المتقدمة يبلغ في المتوسط طفلا من كل خمسة أطفال وهو أكثر شيوعا عند الإناث عن الذكور.
أصبح هاجس الإصابة بهذه الحشرة يثير الرعب بين الطالبات ومنتسبي المدارس حيث وجدت علاقة كبيرة بين انتشار قمل الرأس وطول الشعر وكثافته، فكلما كان الشعر أطول أو أكثف كانت فرصة الإصابة أقوى.
فطالبة واحدة فقط مصابة بالقمل والصئبان من الممكن أن تصيب زميلتها بالعدوى بسرعة فائقة ليصبح الربيع «القملي».
القمل هو كابوس المدارس فمع بداية الموسم المدرسي يزداد قلق الأمهات على أبنائهن وبناتهن من خطر الإصابة بقمل الشعر الذي يعد الأكثر شيوعا بين الأطفال التي تتراوح أعمارهم ما بين 3 و10 سنوات.
في السابق كان الطابور الصباحي هو وقت البحث عن الإصابات القملية، فتقوم عادة مدرسة كل صف بفحص وعزل كل من تحمل هذا الكائن البغيض في شعرها لتتلقى العلاج المناسب.
وفي الإصابات الشديدة في القمل يعطى الطالب إجازة من المدرسة لعدة أيام بل تلجأ بعض الأمهات الى تغطية رأس الطفل «المقمل» أثناء فترة العلاج لكي لا يتأخر في دراسته ولكن هذا الفعل كان يتسبب في المزيد من الحرج له، وفي بعض الأحيان كان الكويتيون في السابق يستخدمون الكاز (الكيروسين) لقتل القمل لتفادي انتشاره بين أفراد العائلة.
«الفلاي» و«القصع» كانتا من الطرق القديمة الشعبية لدى الكويتيين تستخدمان عند الإصابة بالقمل، حيث تقوم عادة الأم بتفريق شعر الابنة المصابة للبحث عن القمل وتسمى الفلاي أو «التفلي» وبعد اصطياده تقوم بقصعه أي سحقه باستخدام أظافر اليدين.
وهذه الطريقة مرهقة وقد تتسبب في نقل مسببات الأمراض بعد قصع القملة.
هناك أنواع مختلفة من القمل مثل قمل الرأس والجسم والعانة.
قملة الرأس التي تصيب فروة الشعر هي حشرة طفيلية خارجية بحجم حبة السمسم أو أصغر وتعرف علميا Pediculus humanus capitis.
والقملة لا تستطيع الطيران وتختبئ عادة تحت خصلات الشعر ولها 6 أرجل مزودة بمخالب قوية جدا تمكنها من تسلق خصلة الشعر بسهولة ومن دون مقاومة.
وهناك اعتقاد خاطئ بأن القملة تفضل الشعر الناعم عن الخشن، وفي الحقيقة لا توجد إلى الآن أي دراسة علمية تثبت هذا الشيء فبإمكان هذه الحشرة أن تعيش على جميع أنواع الشعر الناعم والخشن بما فيها المصبوغ.
بالرغم من أنه لا يختلف اثنان على أن النظافة الشخصية هي أحد الأسباب للوقاية من الحشرات، ولكن أثبتت العديد من الدراسات العلمية أنه لا علاقة للقمل بعدم اتباع معايير النظافة العامة أو الشخصية، فحشرة القمل لا تفرق بين شعر الشخص النظيف أو غير النظيف.
ولأن القملة لا تستطيع أن تقفز فيكون انتقال العدوى عادة مرتبطا بالاحتكاك المباشر بالشخص المصاب أوعن طريق استخدام أدواته الشخصية أو تبادل الملابس أو مشابك الشعر أو سماعات الأذن.
وأشارت دراسات علمية في Oxford University Hospitals الى أن الهواتف الذكية والتابلت كان لها دور كبير في انتشار القمل بين الطلبة وخاصة عند التصوير والتقاط السيلفي، حيث ان الاحتكاك والتقارب أثناء التصوير كفيلان بأن تنتقل الحشرة عن طريق التلامس بين شعر المصاب وشعر العائل الجديد.
تعيش القملة في العادة من 22 الى 30 يوما، وهي حشرة تمتاز باللون الرمادي أو البني الشفاف وتفضل أن تكون قريبة من منابت خصلات الشعر لكي تضع بيضها.
وتتحرك هذه الحشرة سريعا إذا كان الشعر جافا وتقل حركتها مع رطوبة الشعر.
بعد التزاوج تضع الأنثى تقريبا 10 بيضات يوميا التي تعرف بـ «الصئبان أو الصيبان» ويصل طول البويضات الى 0.3 ملم.
تمتاز البويضات في العادة باللون الأبيض المصفر وتتعلق على محور الشعرة بشدة على مسافة 2 سم تقريبا من فروة الرأس.
يستغرق البيض تقريبا من7 الى 12 يوما ليتحول إلى اليرقات الصغيرة التي تكون بحجم رأس الدبوس وتمتاز باللون البني المحمر وتغزو اليرقات الشعر وتنتشر لتمتص غذاءها المفضل وهو دم الرأس الغني بالأكسجين والجلوكوز.
وبعد مرور تقريبا من 9 الى 12 يوما تتحول اليرقات إلى حشرة بالغة تتجول بين خصلات الشعر لتتغذى على دم فروة الرأس عدة مرات يوميا وبعد ذلك تبدأ دورة حياة جديدة.
فبمجرد أن تكون هناك 50 قملة على فروة الرأس فمن المتوقع أن يكون على رأس الانسان تقريبا 500 ـ 600 بويضة يوميا و18000 بويضة في الشهر الواحد.
من أبرز الأعراض التي تشير الى الإصابة بالقمل الحكة المستمرة بسبب عضة الشعرة ويشعر المصاب كذلك بالدغدغة لحركتها المستمرة على فروة الرأس التي تقلل من راحته ونومه.
ومن أبرز الأدلة التي تشير إلى إصابات القمل الشديدة ظهور بعض التقرحات والنتوءات الحمراء خلف الإذن وفي بداية منبت الشعر على الرقبة والكتفين.
وقد تؤدي الحكة المستمرة لإحداث جروح بالجلد والتهابات بكتيرية صديدية بالرأس وتضخم بالغدد الليمفاوية بالرقبة.
وكذلك من أهم الدلائل المشيرة للاصابة انتشار أجسام صغير جدا بيضاء اللون على خصلات الشعر حيث يظن البعض أنها قشرة ولكنها في الواقع هي بويضات القمل.
يعتبر التخلص من «الصئبان» من المهام الصعبة جدا حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الأنثى تقوم بإفراز بروتينات لها قدرة لاصقة «لا يوجد لها مثيل» من غدد خاصة تعمل على لصق البويضة بشدة على خصلة الشعر فيصبح من الصعب التخلص منها في هذه الحالة.
من الصعب منع انتشار قمل الرأس ولكن هناك العديد من الوسائل قد تكون مفيدة للتخلص منه مثل الشامبوهات وغسيل الشعر المضادة للقمل، ولكن يعتمد التطبيق على العلامة التجارية، وقد يكون البعض منها غير آمنة للمستخدم.
في الإصابات الشديدة يلجأ البعض إلى استخدام المركبات الكيميائية أو المستحضرات الطبية، ولكن لا بد من استشارة الطبيب المختص لأن سوء استخدامها قد يسبب ضررا بالغا في فروة الرأس ويؤثر سلبا على الشعر وبصيلاته.
وللعلم هذه المركبات الكيميائية لا تحقق تقريبا إلا 80 ـ 90% من الإبادة، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الأدوية ليست وقائية بل انها مجرد مركبات قاتلة للقمل ومن الممكن أن تكون مضرة حيث ان البعض يستخدمها باستمرار احترازا لمنع حدوث الإصابة وهذا خطأ فادح.
وهناك من يستخدم الزيوت العطرية مثل زيت الخزامى، زيت الزعتر، وزيت النعناع، وزيت شجرة الشاي، وزيت شجرة الكينا ولكن فاعليتها محدودة جدا.
على الرغم من الإجراءات التوعوية في المراكز الصحية ووسائل الإعلام عن مدى خطورة القمل هناك اعتقادات وممارسات خاطئة من قبل فئة معين من السيدات ممن يقمن بشراء القمل من السوق السوداء ومن دون ترخيص رسمي من وزارة الصحة، بالرغم من أننا نعيش في عالم متحضر إلا أن البعض يصدق أي كذبة وخاصة بما يتعلق بالعناية بالشعر والجسم، فمن اشترت بالفعل هذه النوع من القمل واستخدمته معتقدة بأنها ستطيل من شعرها أو ترفع من مناعة جسمها فعليها أن تعمل delete لهذه الفكرة الخاطئة وتتخلى عنها ولا تكرر فعلتها.
فما يتناقل عن أهمية القمل في رفع مناعة الجسم لا يخص هذا النوع من القمل ولكنه قد يكون لقمل الجسم الذي يعرف بـ Pediculus humanus corporis والأبحاث ما زالت مستمرة لإثبات هذا الموضوع.
وللعلم حشرة القمل تتغذى على الدم المؤكسد الذي يحمل الأكسجين وليس الدم الفاسد كما هو شائع، والقمل ليس علاجا لجلطات المخ لأن الدورة الدموية للمخ تأتي عن طريق القلب وليس من فروة الرأس، بالإضافة إلى أن القمل طفيلي إجباري دائم على جسم الإنسان ودورة حياته مرتبطة ارتباطا وثيقا به، فالحشرة هي المستفيد الأول والإنسان العائل دائما متضرر.
ولا توجد إلى يومنا هذا أي دراسة علمية موثوق بها تؤكد فائدة هذه الحشرة للإنسان.
أهيب بجميع الناس الى عدم إهمال متابعة فروة الرأس لدى أطفالهم للتأكد من خلوها من القمل، وعليهم كذلك أخذ الحيطة والحذر عند استقدام العمالة المنزلية وأن يتم عرضهم على المختصين في المراكز الصحية للتأكد من خلو الشعر من هذا الطفيلي الخارق، فاحتمالات انتقاله للأطفال والرضع كبيرة وواردة وخاصة إذا كانت عاملة المنزل مضيفة للقمل والصئبان.
التمشيط المتكرر.. والخل وحلق الشعر حلول ناجحة
من أفضل الحلول الوقائية إذا كانت الإصابة ليست بالغة، التمشيط المتكرر للشعر «المقمل»، فهناك العديد من الأمشاط المتوافرة في الأسواق والصيدليات ذات الفتحات الدقيقة جدا ومنها الكهربائي ولكن للقضاء علية تماما لا بد من التكرار مع إضافة القليل من الخل الذي قد يساعد على إذابة المادة اللاصقة للصئبان.
وهناك من يضع خيطا يقوم بتمريره بين أسنان المشط لتعلق به القملة سواء ميتة أوحتى التي ما زالت حية أو بيوضها.
وفي أسوأ الحالات وعند فقدان الأمل في التخلص من القمل حلق الشعر هو آخر حل لدى البعض وقد يبدو جذريا ولكن دائما تكون طريقة فاعلة لهذه المشكلة.
دور الأم مهم جدا عند اصابة أفراد عائلتها بالقمل فعليها أن تتبع إجراءات وقائية لمنع تكرار الإصابة وللعلاج السريع وذلك بتخصيص أغراض شخصية لكل فرد في العائلة مثل المنشفة وفرشاة الشعر والوسادة.
وينصح بغسل المناشف وملاءات الأسرة بماء ساخن لدرجة 60 درجة سيليزية ثم تقوم بتجفيفها في ماكينة التجفيف لمدة 20 دقيقة ويفضل استخدام Dry clean أو أن تعزل الأدوات في أكياس بلاستيكية لمدة 4 أيام لخنق القمل وقتل البيض، حيث لا تستطيع أن تعيش القملة بعيدا عن فروة الرأس أكثر من 12 الى 20 ساعة.
المصدر: الأنباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك