الكويت | الراي | مظلمة الوافدين... وذكاء المباحث
جريمة الجرائم ومصيبة المصائب أن يُبتلى الوطن ببعض رجال أمن يُفترض بهم حمل الأمانة وبسط الأمان، فيستغلون موقعهم وسلطتهم وهيبتهم وتقدير الناس لهم وثقة الجماهير بهم، فيقومون باستغلال كل هذه المكانة الاعتبارية في نفوس المواطنين بتحقيق مصالح خاصة بهم، ولو كانت على حساب البلد والحق والعدل والأمن المنشود.
وتزداد جريمة رجل الأمن - مطموس الضمير والخاوي من القيم - عندما يستغل سلطته بالانتفاع والقرصنة من خلال استهداف الوافدين الغرباء المستضعفين، لأنهم غرباء لا معين لهم ولا ناصر في نظر هذا الذي اعتدى على أمن البلد قبل اعتدائه على الوافد الغريب.
وهذا التجاوز يحصل في كل بلد، لكن الفرق كبير بين بلد تتحكم بأجهزته كتل مافيوية تضيع فيه حقوق الخلق، وبلد آخر مثل الكويت يوفر ضمانات من خلال قوانين وآليات تسهل على المظلوم خصوصاً المغترب، استرداد حقه ممن ظلمه وإن كان الظالم من أصحاب النفوذ.
ويأتي هنا أهمية دور جهاز المباحث الذي يجمع بين صفتي الأمانة في العمل والذكاء الاجتماعي، ليقوم بكشف ألاعيب واحترازات وتعاون بعض رجال الأمن الذين يستغلون سلطتهم وضعف المجني عليه في تمرير وستر جرائمهم.
لقد استمعت لبعض الحوادث التي كشفها شرفاء المباحث، وتم بناء على تحرياتهم وتقاريرهم إرجاع الحق لأصحابه، ومعاقبة المواطن الأمني الخوان.
وبهكذا رجال وعمل وجهد وقوانين وتنفيذ للعقوبات نحمي الانسان أياً كان، وبحماية الآدميين - لا سيما المستضعفين منهم - نحمي أنفسنا وبلدنا، وهذا ما يستدعي المزيد من تطوير أنظمة التواصل والضمانات، لتمكين من ظُلم وحوصر كي يصل صوته لمنصفيه.
فالجهود واضحة تلك التي يقوم بها معالي وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح وعضده وكيل الوزارة الفريق أول عصام النهام، في محاربة أوجه الفساد المتعددة، وعدم استثناء أي فاسد من التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية في حقه، وآخر هذه القضايا ضبط القيادي في الداخلية الذي يبتز وافدين بهدف الإثراء غير المشروع وغيره ممن لم تذكرهم وسائل الإعلام، لعل هذه الجهود المباركة ترسخ في نفوسنا الأمن وتعيد إلى أذهاننا الصورة النقية لرجال الأمن المحافظين على أمن واستقرار الكويت، وأن بلادنا - كما هي دوما - واحة أمن وأمان لكل الشرفاء من الكويتيين والمقيمين على أرضها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك