وسال الدم المصري ثأراً في الكويت !
المسلسل المؤلم لم يعرف نقطة النهاية بعد !
فمن جريمة إلى أخرى تحت شعار «الثأر» يسقط الأبرياء من أبناء الصعيد !
بعد إفطار يوم في الشهر الفضيل اختفى ضياء جمال عبد الحميد (مواليد 1989) من منطقة أمغرة وليعثر عليه جثة هامدة في منطقة جابر الأحمد.
أول من أمس، لقي ضياء حتفه على يد الشقيقين ياسر عرفات (مواليد 1984) ومحمد عرفات (مواليد 1991) وهما ابنا بلدته «أولاد عليو» الكائنة في محافظة سوهاج.
ووفق ما رشح من معلومات أولية عن واقعة القتل المصرية على أرض الكويت فإن الشقيقين عرفات تربّصا بابن بلدهما على خلفية ثأر حصل في «أولاد عليو» قبل عامين وانهالا عليه ضرباً على رأسه بساطور أفضى إلى مقتله، ومن ثم عمّما خبر (فرحتهما بأخذ الثأر) على موقع «فيسبوك» ولاحقاً حجزا تذكرتي مغادرة للأراضي الكويتية.
وعلى الرغم من تحرك رجال مباحث الجهراء السريع ووضعهم اليد على خيوط الجريمة في غضون أقل من 3 ساعات وعثورهم على جثة المجني عليه في منطقة «جابر الأحمد»، إلا أن الطائرة كانت أقلعت بالجانيين نحو مطار القاهرة.
ومنذ اختفاء ضياء بعد مغيب يوم السبت، وما تلى من أخبار وصلت الكويت من الصعيد عن مقتله ثأراً، وتناول مدير مباحث الجهراء المقدم سالم مرضي ومساعده المقدم محمد العوضي دفة التحري والبحث والتحقيق في ما تم تداوله، وقبل أن يبزغ فجر الأحد (أمس)، كانت التفاصيل برسم العيان.
مصدر أمني متابع أفاد «الراي» أن بداية التحري عن تلك الواقعة كانت بمعلومة وردت عن اختفاء وافد مصري يوم السبت الماضي، وتحديداً في فترة الإفطار، في الوقت الذي كان فيه وافدان مصريان آخران يزفان البشائر عبر موقع «فيسبوك» بأخذ الثأر من «غريم» لهما، وعلى الفور شرع رجال مباحث الجهراء بالتقصي عن المعلومة وأخذ إفادة عم وأبناء عمومة المختفي الذي يقطن في منطقة أمغرة.
رجال المباحث وبعد الاستماع الى إفادة أقرباء المصري المختفي والذين ساورتهم الشكوك بأن ابن عمهم قد يكون مقتولاً، لكنهم أفادوا بأنهم لا يعرفون أسماء الأشخاص الذين يتربصون به بسبب خصومة ثأرية بينه وبينهم في مصر.
ومضى المصدر قائلاً إن «رجال المباحث قاموا بعملية رصد للمواقع الأخيرة التي كان يتواجد فيها المختفي (حينئذٍ) وذلك من خلال تقنية الرصد GPS لمتابعة هاتفين يملكهما قبل تختفي إشاراتهما بسبب إغلاقهما، ليتضح أن آخر مكان له كان في منطقة جابر الأحمد، فقام المباحثيون بتسيير دوريات لتمشيط المنطقة حتى تمكنوا من العثور على المختفي قتيلاً غارقاً في دمائه جراء ضربة ساطور على رأسه، وجثته ملقاة في ساحة بمنطقة جابر الأحمد ولوحظ وجود طعنات في أجزاء متفرقة من جسده». وأضاف المصدر بأن «رجال المباحث استطاعوا تحديد هوية القاتلين من خلال رقم الهاتف الذي أجريا منه مكالمة وحجزا تذكرتي السفر للهرب، فانطلقوا الى مطار الكويت الدولي وبمجرد وصولهم كانت الطائرة التي تقل الهاربين أصبحت في الجو في طريقها الى القاهرة، فما كان من المباحثيين إلا أبلغوا الانتربول المصري وزودوهم ببيانات القاتلين اللذين تفاخرا على موقع (فيسبوك) بأخذ الثأر بعد ساعات من ارتكاب الجريمة، وقد طلبت السلطات المصرية من الجانب الكويتي عينات لآثار وبصمات من موقع الجريمة لمقارنتها مع المتهمين».
تحريات المباحث عن الجانيين كشفت أنهما متواجدان في الكويت منذ قرابة السنة وخططا لأخذ الثأر من المجني عليه بسبب ثأر قديم في صعيد مصر، وأن المجني عليه كان يعمل على شاحنة «نساف» وتلقى اتصالاً (وفق ما أفاد به الجانيان) عن حاجتهما لنساف رمل وذلك لاستدراجه قصداً للقضاء عليه.
وفي ساعات الفجر الأولى ألقى رجال الانتربول المصري القبض على الجانيين لحظة وصولهما مطار القاهرة، على أن تتم محاكمتهما في مصر.
الراي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك