الكويت | الراي | لو سمحت... طفّي الليت!
... أما وقد بدأ موسم الإجازة الصيفية الطويلة، والهجرة الموسمية كما في كل عام، وبدأت أسراب الكويتيين والوافدين بالسفر إلى شتى بقاع الأرض، فلا بأس بنصيحة صغيرة ... صغيرة جداً. بين الأمس واليوم وغداً، حزم ويحزم مئات آلاف المواطنين والوافدين من مختلف الجنسيات العربية وغير العربية، حقائبهم في طريقهم نحو دول وبلدان عديدة، البعض يريد أن يستجم ويتعرّف على وجهة جديدة لم يذهب إليها من قبل، والبعض الآخر يريد فقط أن يستريح من عناء العمل والغربة وسط الأهل والأصدقاء، وبين جنبات الحواري التي وُلد وترعرع فيها. أياً كان مقصد الأول، وهدف الثاني، لا يمنع أن يمضي كلاهما (مواطن ووافد) قبل الخروج من المنزل باتجاه المطار، نحو لوحة المفاتيح الكهربائية، ليعطي «إجازة» على غرار إجازته الطويلة لـ «الليتات» والمكيف والسخّان وغيرها من الأدوات الكهربائية الأخرى. قد تكون هذه الكبسة تافهة و«لا طعم لها» من وجهة نظر الكثيرين، ولكن حبذا لو فكّر هؤلاء ملياً بملايين الـ «ليتات» والمكيفات والسخّانات والأدوات التي ستتوقف عن شفط وابتلاع الطاقة الكهربائية، ومن خلفها موارد الدولة «المنهكة» بهذه الكبسة الـ «تافهة» والـ «بلا طعم». تشير الأرقام والتقديرات إلى أن الخزينة الكويتية تكبّدت نحو 20 مليار دينار لتسديد تكاليف وقود الطاقة الكهربائية خلال 10 سنوات، أي أنها تدفع سنوياً نحو ملياري دينار لهذا الغرض (وقود الطاقة الكهربائية فقط!).
أما الأسوأ من هذا، فهو ما تشير إليه التقارير من أن سعر كيلو واط الكهرباء الواحد في الكويت أرخص 20 مرة من كلفة الإنتاج الحقيقية، والتي تناهز 0.14 دولار للكيلو واط الواحد، وذلك بحسب ما خلصت إليه مجموعة بحوث الطاقة في جامعة «كامبريدج» العريقة. قد لا تعني هذه الحقائق شيئاً بالنسبة للكثيرين ممن اعتادوا على ترك منازلهم وبيوتهم وشققهم ومكاتبهم لأسابيع وربما لأشهر، والـ «ليتات» والمكيفات والسخّانات شغّالة! ولكنها تعني الكثير الكثير لأرقام الموازنة العامة وأبوابها المثقلة بالأعباء، والباحثة عن الترشيد وتقليص النفقات حتى عن طريق الـ «كبسات التافهة».
عزيزي المسافر تروح وترجع بالسلامة، لو سمحت قبل ما تطلع من البيت ... «طفّي الليت»!
الراي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك