الكويت | السياسة | قلق أممي من ارتفاع حرارة الكويت
أثار تسجيل درجات الحرارة أرقاما قياسية جديدة على مستوى العالم عموما والكويت خصوصا قلق مراكز الابحاث العالمية ووكالات أممية والمختصين، واستدعى تشكيل لجان لتقييم تلك المستويات وسط مخاوف من تفاقم الأحوال المتطرفة للطقس سواء لجهة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها او هطول الأمطار، او الرياح والأعاصير.
محليا، وصلت درجات الحرارة في 21 يوليو الفائت الى 54 مئوية محطمة الرقم القياسي المسجل في المناطق الموجودة شرق خط غرينيتش، وأعلنت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أنها ستشكل لجنة للنظر في تسجيل رقم قياسي جديد لدرجات الحرارة في النصف الشرقي من الكرة الأرضية وآسيا.
من جهته، اوضح الباحث الفلكي د.عادل السعدون ان «تجاوز درجات الحرارة في الكويت 50 درجة خلال هذا الصيف وارتفاعها في السنوات الاخيرة ليس له اي ارتباط بثقب الاوزون بل انه يرتبط بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية في معظم دول العالم».
اضاف السعدون في تصريح الى «السياسة» ان «هناك علماء أكدوا ان التلوث الصناعي يسهم في رفع درجات الحرارة وهذا الكلام لا نستطيع التقليل من شأنه، لكن هناك اعتبارات اخرى لا بد ان تؤخذ في الاعتبار اهمهما ان الدورة الارضية ادخلت العالم الان في العصر الجليدي الذي يمر بالكرة الارضية كل تسعة الاف سنة وهذه الدورة يزداد فيها الاحتباس الحرارى الارضي».
وبين السعدون انه «لا يستطيع ان يتنبأ بطقس العام القادم ولا يوجد اي عالم فلك على مستوى العالم يمكن ان يجزم بأن درجة الحرارة العام المقبل يمكن ان ترتفع فوق 50 درجة لكنه امر ليس بمستحيل ويمكن وقوعه».
الى ذلك، رسم التقرير السنوي حول وضع المناخ «ستايت اوف كلايمت» الذي يشارك في اعداده 450 عالما من دول العالم بأسره صورة قاتمة جدا للأرض مع تقلص الجليد وانتشار الجفاف والفيضانات، مبينا ان درجات الحرارة وارتفاع مستوى مياه البحار وانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بلغت مستويات قياسية العام الماضي جاعلة العام 2015 إحدى أسوأ السنوات في التاريخ الحديث.
وكشف التقرير ان «مؤشرات عدة مثل الحرارة على اليابسة وعلى سطح المحيطات ومستوى ارتفاع مياه البحر وانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة حطمت المستويات القياسية»، مشيرا الى ان «هذا التطور سيتأكد خلال السنة الحالية أيضا إذ إن الأشهر الستة الأولى من العام 2016 كانت الأكثر دفئا في العالم بأشواط على ما أظهرت الأرقام الأخيرة لخبراء المناخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)».
وحذر الخبراء من أن تركز ثلاثة من الغازات الرئيسية المسببة لمفعول الدفيئة أي ثاني أوكسيد الكربون والميثان وأوكسيد النيتروجين «بلغ قمما جديدة في العام 2015 وفقا لمعطيات من 10 الاف موقع حول العالم»، متوقعين ان يتجاوز ثاني أوكسيد الكربون في العام 2016 الأرقام والمعدلات المسجلة في العام 2015 والتي قاربت العتبة الرمزية البالغة 400 جزء من المليون (بي بي ام)، مسجلا 399٫4 «بي بي ام» بارتفاع قدره 2٫2 بي بي ام مقارنة بالعام 2014.
واشار التقرير الى ان «مياه البحر بلغت اعلى مستويات لها مع زيادة قدرها 70 ميليمترا عن المعدل المسجل في العام 1993، علما انها ترتفع تدريجيا بمعدل 3٫3 ميليمترات في السنة»، محذرين من أن «الارتفاع أسرع في بعض مناطق المحيطين الهادئ والهندي وقد تتسارع هذه الوتيرة في العقود المقبلة مع الذوبان التدريجي للمثلجات والغطاء الجليدي ما سيهدد حياة ملايين من سكان المناطق الساحلية».
وتحدث التقرير عن غزارة موسم الأمطار في العام 2015 وتفاقم الفيضانات من جهة اولى، وتسجيل مواسم جفاف قاسية شملت ضعف المساحات في السنة السابقة من جهة ثانية، مسجلا استمرار ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي المنطقة الحساسة جدا على التغير المناخي، وعلى العكس، انخفاض درجات الحرارة في القطب الجنوبي.
السياسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك